الحي الحسني: قطب اقتصادي واعد

إذا كانت مقاطعة الحي الحسني قد تشكلت في الأصل حول نواة حضرية ذات وظيفة سكنية بالأساس، فنحن اليوم أمام قطب متعدد الوظائف. لقد أصبحت هذه المقاطعة تضم أنشطة متنوعة جدا منها ما له ليس فقط إشعاع محلي، وإنما إشعاع جهوي بل ووطني، ومن المرتقب أن تتوفر المنطقة على خدمات ذات إشعاع عالمي.

إن مقاطعة الحي الحسني تعد من الوحدات الترابية الأبرز داخل المشهد الحضري لمدينة الدار البيضاء ديموغرافيا ومجاليا. فهي تضم ما يقارب 14% من مجموع ساكنة المدينة. كما أنها تمتد داخل مساحة تمثل 18% من المساحة الإجمالية للمدينة.

وبالموازاة مع أهميتها الديمغرافية واتساعها المجالي تتميز مقاطعة الحي الحسني بتنوع وظيفي ملحوظ يؤهلها لتكون قطبا تنمويا بارزا في المستقبل القريب جدا.

فعلاوة على أنشطة القرب التجارية والخدماتية تتوفر المقاطعة على تجمع كبير للتعليم الجامعي. فعلى طول الطريق الوطنية رقم 8 المؤدية للجديدة والمسماة حاليا بشارع عبد الله إبراهيم تنتشر العديد من الكليات والمعاهد والمدارس العليا: كليتان وستة مدارس أو معاهد عليا، إضافة إلى الجامعة الخصوصية محمد السادس للطب وعلوم الصحة. كما يوجد ضمن هذا التجمع أحد أقدم الأحياء الجامعية بالمغرب والذي يستقطب عددا هائلا من الطلبة. وهذه المؤسسات تجعل مقاطعة الحي الحسني منطقة ذات وظيفة علمية وجامعية تصنفها ضمن أهم تجمعات التعليم العالي بالمغرب.

وبمحاذاة هذه المدينة الجامعية، تتوفر مقاطعة الحي الحسني على تجمع صناعي يضم مؤسسات عديدة رأت النور في الثمانينات من القرن الماضي، وما فتئ عددها يتزايد باستمرار ليكسب مقاطعة الحي الحسني صفة المقاطعة ذات الوظيفة الصناعية.

وتصنف المنطقة الصناعية ليساسفة في المرتبة الثانية بعد منطقة عين السبع لكونها تضم حوالي 170 وحدة صناعية. وهي تمتد على مساحة تصل إلى 150هكتار تستقبل باستمرار مؤسسات صناعية جديدة متنوعة وخصوصا ما يتعلق بالنسيج والصناعات الميكانيكية والصناعات الكيماوية. وتنضاف إليها منطقة صناعية حديثة العهد بمنطقة الألفة والتي تعزز الدور الصناعي لمقاطعة الحي الحسني.

وإن المشروع المستقبلي لأنفا (القطب المالي الجديد بمطار أنفا سابقا) والذي هو في طريق الإنجاز، سيزيد من أهمية المنطقة وسيمنحها مكانة بارزة داخل مدينة الدار البيضاء ويرتقي بها إلى مرتبة تسمح لها بمنافسة القطب المركزي سيدي بليوط، إذ من المرتقب أن خروج هذا المشروع إلى حيز الوجود سيحول الحي الحسني إلى قطب حضري مركزي.